إسلام

الفرق الكرامة والمعجزة

مفهوم الكرامة والمعجزة في اللغة

المعجزة مفهومهما في اللغة حيث تعني المعجزة الخارق للعادة والمستحيل، في حين تعني الكرامة الشرف والعزة. وبالتحديد، تعرّف المعجزة في الاصطلاح بأنها ما يقوم به الله على يد الأنبياء والمرسلين ويكون خارقًا للعادات والقوانين الطبيعية، كأن يشقق القمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الكرامة فيعود دورها للأولياء، وهي إشراكهم في المنجزات الإلهية، وتعتبر وسيلة لإبراز شخصية الولي وقدرته الروحية. ويمكن القول بأن المعجزة مقرونة بدعوة النبوة، في حين أن الكرامة لا تقترن بذلك.

تعريف المعجزة وفرقتها عن الكرامة

تختلف المعجزة عن الكرامة في الإسلام، إذ تعني المعجزة أمرًا خارقًا للعادة يجريه الله على يد النبي، وتكون مقرونة بدعوى النبوة، بينما تكون الكرامة أمرًا خارقًا للعادة يجريه الله على يد الولي، ولا تقترن بدعوة النبوة. يأتي الفرق في الصراحة بين المعجزة والكرامة في حاملهما، حيث يجريهما الله في مواطن مختلفة على أيدي مختلفة. وينبغي الإشارة إلى أن المعجزة هي من معجزات الأنبياء والرسل، فيما تَحصُل الكرامة للأولياء المتبعين لشرع الله والمتقين لله، وتُقَول كرامة في الاصطلاح الشرعي، ولا ينبغي تبادل المفهومين في هذا الخصوص.

مفهوم الكرامة ودورها في الإسلام

يعتبر المفهوم الإسلامي للكرامة من الأمور الحيوية التي ترسخ حقوق الإنسان وتحميها، ويجدها المؤمنون في سائر أبعاد العقيدة. فالكرامة هي حق كل إنسان في اسلوب الحياة المشروع، ويأتي من خلال اتباع الشريعة والعمل بأحكام الإسلام. تدعو الأحاديث النبوية إلى احترام حقوق الإنسان بشكل دائم، وأن تقتصر كل صورة من أشكال الضغينة والإرهاب، وذلك وفق ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. تعتبر الكرامة في الإسلام من المبادئ الأخلاقية والروحانية، وتساهم بشكل كبر في تحقيق التوازن النفسي للإنسان، وتحقيق معادلة بين حقوق الإنسان وواجباته، والوصول إلى مسألة تحقيق الأمن والسلام لجميع الحيوانات والبيئة.

المعجزة مقرونة بدعوي النبوة

تتميز المعجزة عن الكرامة في أنه يتم اقترانها بدعوى النبوة، فإنها تكون في صميم الإيمان بالرسالة النبوية، بينما لا ترتبط الكرامة بدعوى النبوة، ولذلك فإن صاحب الكرامة لا يدعي النبوة، إذ تكون الكرامة خارقة تبعث على الإعجاب، بينما المعجزة تمثل إعجابًا لا يدانيه أي شيء، وهي خارقة جدًا للعادة وتحدث بمشيئة الله تعالى كدليل على صحة دعوى النبوة. وهذا ما يجعل الأنبياء الذين قُدموا بمعجزات من متفردين في رسالتهم عند الله، بينما يمكن لغيرهم أن يحصل على الكرامات.

الكرامة لا تقترن بدعوة النبوة

تفترق الكرامة عن المعجزة في أن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة، فيما لا يدعي صاحب الكرامة النبوة، ولم يحصل عليها إلا باتباعه للشرع والاستقامة عليه. كما تختلف الكرامة عن المعجزة في تحدي التي تقترن بها المعجزة، بينما الكرامة لا تقترن بالتحدي. ومن هنا يمكن القول بأن الكرامة تعد من مظاهر عظمة الله، وهي خارقة للعادة، غير مقرونة بدعوى النبوة، ولا هي مقدمة لها. ويمكن تحقيق الكرامة بالاستقامة على الشرع ومجاهدة النفس، ولذلك فهي من الصفات الإنسانية العظيمة، التي يحث عليها الإسلام لتفريغها في عبادته والتوجه لله.

الشبهات المتعلقة بالكرامات

تعدّ الكرامات من الأمور المثيرة للجدل، فهناك من يشكك في صحتها ويدّعي أنها خرافات وأساطير تاريخية. وإنّما هذه الشبهات تعود إلى عدم فهم البعض للمفهوم الحقيقي للكرامات، وللأسف فقد تم التلاعب بهذه الأمور من قبل بعض المتطرفين الذين ادعوا أنّ لهما صفات إلهية وأنّهم يمتلكون قدرات خارقة. ولكن الحقيقة أنّ الكرامات تأتي من الله، حيث يمنحها لمن يحق له الحصول عليها، ولا يختصّ ذلك بشخص معيّن أو زمان محدّد. ولذلك، يجب علينا الاتّكال على الله والإخلاص له، وعدم الانجرار وراء الشائعات المغلوطة التي تثار حول هذه الأمور الروحية.

مقاصد الكرامة ودورها في التوجه لله

تُعتبر الكرامة عند السلف الصالح المُرويَّة حقيقةً تَدخُل في مجال المعجزات النبويَّة، وذلك لأنها تُعدُّ خارقةً للعادة ونادرةً، وتتميز بوُجودها بصورٍ غير مألوفة. كان لدى الأولياء الصالحين أكثر من كرامة ارتُبِطَت بالتوجه الشديد لله، والخشوع المؤثر في قلوبهم. فقد تحدَّث الأئمة والعلماء في كثيرٍ من الأحيان عن مقاصد الكرامة ودورها في التوجُّه لله، مُبيِّنينَ بأن الكرامة تقوي إيمان المؤمنين وتُثِيرُ في نفوسِ الناس حبَّ الله تعالى والتفكُّر في جلالِه وعظمتِه ورحمتِه، وتمهِّد لهم الطريق لفهم الإسلام وتقبُّلِه واتِّباعه. ويَشارُكَ الكثيرون في انجازات الأولياء الصالحين وما يُرتَبِط بها من كرامات، ويحاولون التحليل والتخوُّف منها بحثًا عن الحقيقة والوصول لله بطرقٍ مختلفةٍ.

السابق
كيفية تربية النحل وإنتاج العسل
التالي
اجمل تهنئة عيد ميلاد

اترك تعليقاً